الأربعاء، 8 أكتوبر 2008

مكانة فلسطين الدينية


لقد كان قدر فلسطين أن تكون وطن الديانات السماوية الثلاث : نحوها توجه موسى, وعلى أرضها ولد عيسى، وإليها أسرى بمحمد عليه الصلاة والسلام. فالمؤمنون من جميع أنحاء العالم يؤمونها وكذلك الطامعون فيها تحت ستار الدين، لهذا قامت الحروب الصليبية قديماً ، ولهذا قام التحالف الاستعماري الصهيوني حديثاً.
اسلاميا ...
لفلسطين مكانة كبيرة عند المسلمين، فهي الأرض المباركة التي ذكرها الله في القران الكريم في عدة سوَر كما في سورة الأسراء: "سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله"، وفي روايات أخرى إنها أرض الشام كلها. وذكر الله أرض فلسطين المباركة أيضا في كتابه العزيز : "نجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" (الأنبياء 71)، وأيضا حينما قال "ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين" (الانبياء 81)، وعندما امر الله النبي موسى وبني إسرائيل بدخول فلسطين قال "وإذا قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين" (البقرة 58)، والقرية هي اريحا ، وفي قوله تعالى "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين" (المائدة 21). وذكر الله عن قصة مريم العذراء في كتابه "فحملته فانتبذت به مكانا قصياً" (مريم 22) والمكان المقصود هو وادي يقع بين بيت لحم و القدس. وللقدس أهمية خاصة للمسلمين والمسجد الأقصى كما هو معروف بأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومنه عرج النبي محمد (ص) إلى السماء. ويطلق المسلمون اسم "بيت المقدس" او "القدس الشريف" على المدينة لقدسيتها. كما يؤمن المسلمون بوجود مقام للنبي إبراهيم وأبنائه وأحفاده الأنبياء اسماعيل و اسحق و يعقوب وزوجاتهم داخل الحرم الإبراهيمي في الخليل . وفي فلسطين العديد من المساجد التاريخية والشواهد الإسلامية مثل مسجد عمر ومسجد البراق في القدس و الجامع العمري في غزة وبيت لحم بالأضافة لكثير من مقامات الأنبياء مثل مقام الخضر و مقام النبي الياس و مقام النبي داوود و مقام النبي صالح(عليهم السلام)، والتي في الغالب ما تحاط بمساجد يتعبد بها المسلمون .
مسيحيا ...
تسمى فلسطين عند المسيحيين بالديار المقدسة، إذ كانت البلاد حيث ولد وعاش فيها يسوع المسيح ورسله وحيث حدثت معظم الأحداث المذكورة في العهد الجديد والعديد من الأحداث المذكورة في العهد القديم. وحسب التراث المسيحي انطلقت البشارة المسيحية من الجليل ويهوذا، أي من شمالي فلسطين وأوساطها، وانتشرت في أنحاء العالم. فتحتوي فلسطين على العديد من الأماكن المقدسة للمسيحيين وعلى رأسها مدينة بيت لحم، مسقط رأس المسيح حيث كنيسة المهد، ومدينة الناصرة حيث تلقت مريم العذراء البشارة بولادة المسيح من الروح القدس وحيث ترعرع المسيح بعد عودة أهله من بيت لحم، ومدينة القدس، أو أورشليم باسمها المسيحي التقليدي، حيث دعا المسيح أهل يهوذا إلى اتباعه إلى ان خطى خطواته الأخيرة على طريق الآلام ومن ثم تم صلبه ودفنه، اذ يؤمن المسيحيون بوجود قبر المسيح في كنيسة القيامة بالمدينة. وكذلك يقدس المسيحيين أماكن مختلفة في الجليل وخاصة حول بحيرة طبريا وعلى ضفة نهر الأردن. وكذلك يقدس المسيحيون بعض الأماكن المذكورة في العهد القديم والتي يقدسها اليهود والمسلمون أيضا مثل الحرم القدسي الشريف والحرم الإبراهيمي في الخليل وغيرهما. كانت المسيحية في فلسطين متأثرة منذ البداية باتجاهات مختلفة، فمنذ القرن الأول الميلادي تعايشت في الأراضي المقدسة عدة طوائف مسيحية مختلفة مع بعضها البعض، لذا يكمن التحدي الحقيقي اليوم في الوحدة من خلال إختلاف التقاليد. لذا فإن كنيسة القدس هي بلا جدال أم الكنائس ولم ينقطع الوجود المسيحي في فلسطين منذ تلك اللحظة إلى يومنا هذا. ويحج إلى فلسطين آلاف المسيحيين سنويا قادمين إلى بيت لحم و القدس و الناصرة.
يهوديا ...
يطلق اليهود على فلسطين اسم "إيرتس يسرائيل" (أي "بلاد إسرائيل") أو الأرض المقدسة أو أرض الميعاد، نسبة لما يقال عنها في التناخ (العهد القديم في المسيحية): "الأرض التي أقسم الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن يعطيها لهم ولنسلهم من بعدهم" (سفر التثنية، الأصحاح الأول، 8). كانت فلسطين الأرض التي أقيمت فيها مملكة إسرائيل، وبعد انفصالها مملكة إسرائيل الشمالية ومملكة يهوذا، وينسبون اليهود المعاصرين أنفسهم إلى أبناء مملكة يهوذا القديمة التي كانت عاصمتها أورشليم (أي مدينة القدس) والتي وقف فيها هيكل سليمان، وهو المركز اليهودي القديم. وتقدس طائفة السامريين القريبة من اليهود دينيا وثقافيا، جبل جرزيم قرب نابلس.
في التراث اليهودي تعتبر القدس، الخليل، طبريا وصفد المدن المقدسة الأربع إذ توجد فيه أماكن ذات أهمية خاصة في الديانة اليهودية وفي تاريخ الشعب اليهودي. ويعتبر حائط المبكى (المسمى أيضا ب"الحائط الغربي"، أو ب"حائط البراق" عند المسلمين) أكثر مصلى يهودي أهمية في أيامنا ويحتشد أمامه المصلين اليهود على مدار السنة، وخاصة في الأعياد اليهودية. ويقدس اليهود الحرم الإبراهيمي في الخليل كما يقدسونه المسلمون والمسيحيون، وكذلك أماكن مختلفة في الجليل.
في الشريعة اليهودية هناك وصايا يمكن تطبيقها في الأرض المقدسة فقط، ويتعلق معظم هذه الوصايا بالأعمال الزراعية. ومن أبرز هذه الوصايا هي وصية الشميتا.

ليست هناك تعليقات: